السيد القائد يؤكد التزام اليمن بمساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني
صنعاء/ الحارس نت //
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العمليات العسكرية اليمنية وتصعيدها إلتزام إيماني وجهاد في سبيل الله وفريضة مقدسة وضرورة فعلية.
وقال قائد الثورة في كلمة له اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية ” إن عملياتنا وتصعيدنا التزام إيماني وجهاد في سبيل الله وفريضة مقدسة وضرورة فعلية، ومن لا يقف الموقف الصحيح مع أمته تجاه أعدائها فهو يعرض مستقبله للخطر حتما وهذا ما ستكتشفه الكثير من الشعوب والبلدان في قادم الأيام”.
وأضاف “مع عملياتنا يستمر تطوير القدرات العسكرية في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي ولإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء”.
ودعا السيد القائد أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني الكبير غداً الجمعة في صنعاء والمحافظات وفاءً للسيد حسن نصر الله وللشعبين الفلسطيني واللبناني ومجاهديهم، وللتأكيد على ثبات الموقف اليمني والاستمرار في حمل راية الجهاد.
وأشار إلى أن مخرجات التعبئة العامة زادت على النصف مليون متدرب، وبلغت أنشطة التعبئة في المناورات والعروض العسكرية والمسير العسكري ألفين و851 نشاطاً، والمسيرات والفعاليات والوقفات الشعبية وصلت إلى مستوى كبير جداً.
وحذر من عواقب التفريط في أداء المسؤولية المقدسة التي هي وخيمة وتشجع الأعداء وتطمعهم أكثر وأكثر، مضيفاً “نحن نواجه العدو الإسرائيلي ومعه شركاؤه الأمريكيون والبريطانيون ممن هم جبهة للإجرام والطغيان وامتداد للمسلك الإجرامي المعادي للرسالة الإلهية وقتلة الأنبياء والصالحين”.
وأكد قائد الثورة أن سلوك العدو الإسرائيلي إجرامي منذ الانتداب البريطاني وإلى اليوم وبشكل وحشي لا يتوافق مع القيم الإنسانية، ولا مع القوانين والأنظمة والشرائع.
وتطرق إلى جبهة الإسناد في يمن الإيمان التي نفذت عمليات بالقصف الصاروخي المتزامن مع عملية “الوعد الصادق” الثانية باتجاه “يافا وأم الرشراش ومواقع في صحراء النقب”، موضحاً أن الجبهة اليمنية نفذت عمليات في البحر الأحمر وبحر العرب وفي المحيط الهندي وبلغ عدد السفن المستهدفة 188 سفينة، وتم إسقاط المزيد من طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكية MQ-9 ليصل إجمالي عددها إلى 11 طائرة خلال هذا العام.
كما أكد أن الأمريكي والإسرائيلي سعيا للتصعيد في العدوان ضد الشعب اليمني وكانت الغارات الإسرائيلية والأمريكية هذا الأسبوع 39 غارة.. لافتاً إلى “أن استهداف مدينة الحديدة من قبل العدو الإسرائيلي والأمريكي لن يوقف عملياتنا وجهادنا المستمر”.
واستهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمته باستعراض ما شهدته الأيام الماضية من أحداث كبيرة منذ الخميس إلى الخميس، وفي مقدمتها استهداف العدو الصهيوني لشهيد الإسلام والإنسانية شهيد القدس والأقصى وفلسطين سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه.
واعتبر استهداف كيان العدو للسيد حسن نصر الله، جريمة كبيرة ومصاباً للأمة الإسلامية جمعاء، لما له من دور عظيم ورمزية إسلامية وأهمية وتأثير عالمي وإقليمي ومحلي، وفي مقدمة ذلك دوره في مواجهة الخطر الصهيوني اليهودي وإلحاق الهزائم بالعدو الإسرائيلي.
ولفت إلى أهمية الدور الذي اضطلع به السيد حسن نصر الله تجاه فلسطين ولبنان والبلدان المجاورة لهما والأمة الإسلامية بكلها باعتبار العدو الإسرائيلي خطراً على المسلمين.. وقال “على مدى أكثر من 40 عاماً كان السيد نصر الله حاضراً في ميدان الجهاد ومواجهة الخطر الصهيوني بفاعلية عالية وبموقف متميز وأداء عظيم”.
وأوضح قائد الثورة أن السيد حسن نصر الله قاد مسيرة حزب الله الجهادية لنحو 30 عاماً بأداء عظيم وناجح وموفق ومسدد من الله تعالى، وأحرز الانتصارات الكبرى وكان متكاملاً بكماله القيادي والإيماني وما جسده من قيم وأخلاق ورشد وبصير وحكمة.
وقال” إن الله منح السيد نصر الله مؤهلات عالية وتميّز بالحنكة القيادية العالية وكانت علاقته بالجماهير والمجتمع، واهتمام بالحاضنة الشعبية لحزب الله وبالمجتمع اللبناني بشكل عام”، مشيراً إلى أن اهتمامه بالجماهير والمجتمع كان منطلقاً من إيمانه بأهمية الدور الشعبي وبما يكنه للمجتمع من تقدير عالٍ وتكريم ومحبة واحترام.
وأضاف “اهتم السيد نصر الله بالبنية الجهادية والتنظيمية لحزب الله إلى جانب نشاطه الواسع واهتمامه الكبير بالجماهير على مستوى الحاضنة الشعبية، كما كان تواصله بالناس قوياً ويبذل جهده في إيضاح الحقائق لهم باعتبارهم ركيزة كبرى في الميدان والموقف”.
وبين أن علاقة السيد حسن نصر الله بالجماهير قوية وعلاقتهم به أيضاً قوية، يبادلونه المحبة والاحترام والتقدير ويثقون به كذلك، وتأثيره على جماهير العدو كان واضحا، ونظرة العدو إليه باعتبار ما يمتلكه من جدارة عالية لأدائه لمهامه ومسؤولياته.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن نظرة العدو الإسرائيلي للسيد نصر الله كانت مختلفة عن نظرته إلى كثير من الزعماء العرب الذين لا يكترث بهم ولا يقيم لهم وزناً ولا حساباً، كما كان ينظر إليه بشكل مختلف ويعرف ما يمتلكه من قدرة قيادية وشجاعة وإيمان وبصيرة ورشد وحكمة وعزم وثبات في الموقف.
وذكر بأن نظرة العدو إلى السيد حسن نصر الله كانت مختلفة عن نظرته إلى معظم الشخصيات القيادية في العالم العربي والإسلامي على المستويين الرسمي أو الشعبي، وجمهور العدو من المستوطنين كانوا يحسبون ألف حساب للموقف الذي يعلنه السيد نصر الله، لكلماته، لوعوده، لتحذيره، ولتهديده، وعرف العدو ومستوطنوه مصداقيته فيما يعلنه أو يؤكده ويتوعد به.
وبين أن العدو كان يرى في السيد نصر الله العائق الكبير والواعي والذكي والراشد والشجاع ولذلك كانت طريقته في الاستهداف بأفتك وأقوى المتفجرات، ما يُبين حجم الحقد الذي يكنه العدو الإسرائيلي للسيد حسن نصر الله والعداء الشديد له.
وأشار السيد القائد إلى أن استهداف السيد نصر الله انطلق من حرص إسرائيلي للتخلص مما يعتبره عائقاً كبيراً أمام أطماعه في السيطرة على فلسطين ولبنان والأمة، مضيفاً “عندما قال العدو إن ما حصل نقطة تحول وإنه يسعى لتغيير الشرق الأوسط بكله، فهذا يعني أن لديه برنامجاً يستهدف به كل شعوب وبلدان أمتنا”.
وجدّد التأكيد على أن كل ما يعمله العدو الإسرائيلي، كان بدعم ومشاركة وإسناد أمريكي.. لافتاً إلى أن العدو تفاجأ بمسيرة حزب الله الجهادية المتميزة الفعالة والقوية والمؤثرة والمستمرة، وكلما واجهها وتآمر عليها قويت وتنامت وتعاظمت.
وأفاد بأن حزب الله انطلق من الإيمان والقضية العادلة والتحرك على أساس صحيح، لذلك منحه الله المزيد من الانتصارات، وكان جبهة قوية حاضرة على مستوى الساحة الإسلامية بكلها، ومسيرة الحزب الجهادية برزت متميزة، ورائدة وصبورة وثابتة وراشدة، وتمتلك الأداء الناجح والحكيم والفاعل في ظل المؤامرات الكثيرة.
وقال “العدو الإسرائيلي كان يرى في السيد نصر الله العائق الأكبر على طريق استحواذه وسيطرته على المنطقة بكلها بما يخدم المصالح الأمريكية”.. مشيراً إلى أن دور السيد حسن لم يقتصر على فلسطين بل كان مهتماً بقضايا الأمة ومنذ وقت مبكر كما حدث مع البوسنة.
وأوضح قائد الثورة أن وبالرغم من أن السيد نصر الله كان في معركة ساخنة في مواجهة العدو الإسرائيلي، كان اهتمامه كبيراً بما يجري على الشعب المسلم في البوسنة، واتجه لمساعدة شعب البوسنة وإسناده وإرسال كوادر ورجال من الحزب لمساعدة مجاهديه.
وبين أن السيد نصر الله بقي في المراحل كلها مع قضايا الشعوب وصولا إلى مظلومية الشعب اليمني، وبرز دوره واضحاً وصريحاً وقوياً وداعماً ومسانداً للشعب اليمني بكل ما يستطيع، إلى جانب دوره الكبير والمتميز والرائد في إفشال مؤامرة أمريكا وإسرائيل في إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين.
وعدّ المشروع الخطير التدميري لإثارة الفتنة بين المسلمين وتمزيقهم، من أخطر المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى تدمير الأمة.. مشيرا إلى أنه كان للسيد نصر الله اهتمام كبير في السعي للعلاقة الودية والأخوية بين المسلمين وجهوده في ذلك واضحة ومعروفة، مؤكداً أن استشهاده مصاب جلل وخسارة للأمة.
وأضاف “العدو الإسرائيلي استهدف السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه بحقد كبير، لما له من دور عظيم في التصدي للعدو الإسرائيلي، وإفشال مؤامراته وإلحاق هزائم كبرى ومذلة به”.
وذكر السيد القائد أن العدو الإسرائيلي له أهداف عملية خطيرة في استهداف السيد نصر الله لاستهداف دور حزب الله والجبهة اللبنانية في التصدي للعدو الإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني.. مؤكداً أن جبهة حزب الله منذ بدايتها برزت جبهة قوية فعالة جداً في مواجهة العدو الإسرائيلي، وجبهة حققت الانتصارات الكبرى المعروفة في كل المراحل الماضية.
وتابع “على مدى عام برز دور جبهة الإسناد اللبنانية باعتباره الدور الأول في الإسناد للشعب الفلسطيني كجبهة ساخنة وقوية وفاعلة ومؤثرة على العدو الذي كان يحاول على مدى أكثر من 40 عاماً التخلص من جبهة حزب الله والقضاء عليها”.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي كان يفشل حتى عندما يستهدف قادة معينين أو شخصيات بارزة من حزب الله أو يرتكب جرائم القتل الجماعي.. مشيراً إلى أن المؤامرات على الجبهة اللبنانية لم يشتغل عليها الإسرائيلي لوحده بل كان الأمريكي معه دائماً.
وأردف قائلاً “لو واجهت جيوش عربية أو كيانات أخرى ممن لا ينطلق انطلاقة إيمانية ما واجهه حزب الله في هذه المرحلة، لربما وصلت إلى درجة الانهيار، حيث انهارت أنظمة وجيوش عربية في أيام رغم أنها لم تصل إلى مستوى الصعوبات التي واجهها حزب الله”.
وجدد التأكيد على أن المجاهدين في حزب الله يمتلكون من الحافز والدافع بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله ما هو أكثر من ذي قبل، والحالة التي انعكست على واقعهم ليست عجزاً ولا فشلاً ولا ضعفاً ولا وهناً، إنما هي تصميم وعزم وحرص على أداء الموقف المشرف.
وتابع “المجاهدون في حزب الله أكثر اهتماما وجرأة في الاستهداف لكيان العدو الإسرائيلي ومواجهته، وهم اليوم أكثر تشوقا لمواجهته من أي مرحلة مضت، فيما العدو الإسرائيلي لا يفهم هذه الأمة المجاهدة بما تحمله من روحية وإيمان وعزم ويتصور أن الجرائم بحق القادة ستحقق أمله في انهيار بقية الأمة”.
ولفت قائد الثورة إلى أن العدو بعد أيام من استهدافه للأمين العام لحزب الله، بدأ يعبّر بمنطق مختلف عن منطقه المغرور والشيطاني ويتحدث عن صدمة ومفاجأة، ما يحتم على هذا العدو أن يفهم بأنه لن يحقق آماله من استهدافه أمين عام حزب الله ولا باستهداف كوادره القيادية.
كما أكد أن حزب الله متماسك في بنيته وتنظيمه وتكوينه وثابت على موقفه وقادر بمعونة الله تعالى على إحراز النصر وإلحاق الهزائم المذلة بالعدو الإسرائيلي.. لافتا إلى أن رسالة مجاهدي حزب الله للسيد نصر الله “كما كنت تعدنا بالنصر دائما، نعدك بالنصر مجدداً”، هو منطق الاستمرار والثبات ومسار صنع الانتصار.
واستطرد قائلاً “منذ اليوم الذي قال فيه السيد نصر الله “ولّى زمن الهزائم وأتى زمن الانتصارات”، فهو قد أرسى هذه المعادلة وأرساها اليوم بعد استشهاده ببركة تضحياته، ومع الجهد والعمل الذي قدمه السيد نصر الله طوال عقود من الزمن وببركة التضحية، لن يضيع الله جهده وجهاده وتضحيته”.
سيعمل على حماية العدو الإسرائيلي.
وذكر قائد الثورة أن عملية الوعد الصادق الثانية كانت ضرورية، وكسرت الطوق والإرهاب والتهويل ومحاولات إيقافها من قبل الأمريكي وأدواته.. مؤكداً أن حماية الأمريكي للعدو الإسرائيلي من صواريخ الجمهورية الإسلامية فشلت رغم وعوده وبذله الجهود لتحقيق ذلك.
وقال “أمتنا بحاجة دائماً لامتلاك الجرأة في اتخاذ الموقف الذي يمثل ضرورة واقعية ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية لردع العدو الإسرائيلي، الذي لا يمكن أبداً منعه من ارتكاب الجرائم وإبعاده عن المزيد من التصعيد والعدوان إلا بعمليات قوية ورادعة ومؤثرة”.
وشدد على ضرورة الجهاد والتحرك الجاد والفاعل لردع العدو الإسرائيلي.. لافتاً إلى مدى بهجة وفرح الشعوب المظلومة، والشعب الفلسطيني في المقدمة بالضربة الكبيرة والموفقة للجمهورية الإسلامية في إيران.
وأضاف “عقب العملية الإيرانية امتلأت قلوب أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب أمتنا بالفرح والسرور بقدر ما امتلأت قلوب الصهاينة بالرعب والخوف والقهر”.
وتناول السيد القائد دور المقاومة الإسلامية في العراق التي نفذت عمليات مكثفة خلال الأيام الماضية وهي تتجه إلى التصعيد أكثر وبفاعلية عالية.
وذكّر الجميع بأن جبهة غزة على مدى عام، ساخنة والمجاهدون فيها يقدمون نموذجاً عظيماً ومتميزاً في الصبر والثبات والاستبسال والتضحية، والحاضنة الشعبية الفلسطينية قدّمت نموذجا في تماسكها وصبرها بالرغم من المعاناة وجرائم الإبادة التي لا مثيل لها.. لافتاً إلى أن عملية “يافا” التي نفذتها كتائب القسام هزّت كيان العدو الإسرائيلي.