شاهد .. فيديو مسرب يكشف تورط قوات طارق عفاش في تهريب المخدرات عبر ميناء المخا
كشفت مقاطع فيديو مسربة تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن ضبط شحنة كبيرة من المخدرات والخمور، كانت مخبأة داخل حافلة قادمة من ميناء المخا، الذي تسيطر عليه قوات طارق عفاش في الساحل الغربي لليمن.
الحارس نت | خاص.
ويظهر الفيديو أن المهربين استخدموا علم الجمهورية اليمنية للتغطية على الشحنة بهدف تسهيل عبورها، والتي يبدو أنها أصبحت “كلمة سر” أمنية للسماح بعبورها في الحواجز الأمنية التابعة لطارق صالح.
وأفاد شهود عيان ظهروا في الفيديو بأن الحافلة التي تم ضبطها شوهدت سابقًا تتردد على أحياء في مناطق سيطرة مليشيات طارق صالح بمحافظة الحديدة، وعلى متنها عدد من النساء.
وذكرت مصادر متعددة أن طارق عفاش قام بتجنيد عدد من الاشخاص بينهم نساء لتهريب المخدرات والخمور من ميناء المخا إلى مختلف المحافظات اليمنية المحتلة، بالإضافة إلى تهريب شحنات كبيرة إلى دول الجوار وتحديدًا إلى المملكة العربية السعودية.
كما أشارت مصادر مطلعة إلى أن عمليات تهريب المخدرات والخمور تتم عبر ميناء المخا بدعم وتسهيلات من دولة الإمارات.
حيث تصل الشحنات على متن سفن إماراتية إلى الميناء، ومن ثم تُنقل إلى المملكة العربية السعودية، بينما يتم توزيع جزء آخر من هذه الشحنات في المحافظات الواقعة شكليًا تحت سيطرة الحكومة “الشرعية”.
وتفيد التقارير بأن طارق عفاش يشرف شخصيًا على هذه العمليات بالتعاون مع المدعو وليد زياد، الذي يُعتبر من أكبر تجار المخدرات في المنطقة.
وأشارت تقارير محلية إلى أن انتشار المخدرات في مدينة المخا أسهم بشكل مباشر في تصاعد معدلات الجرائم الوحشية بين أفراد المجتمع.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، الجريمة المروعة التي هزت المدينة مؤخرًا، حيث تعرض الطفل محمد هيثم، البالغ من العمر خمس سنوات، للاغتصاب والقتل على يد خاله المتهم محمد غانم محمد فتيني.
واعتبر مراقبون هذه الجرائم جزء من سلسلة الحوادث التي تؤكد خطورة استمرار عمليات تهريب وتوزيع المخدرات والخمور في المنطقة عبر ميناء المخا الذي حولته الإمارات إلى نقطة عبور رئيسية لها لتهريب وأغراق اليمن ودول الجوار بالمخدرات.
ويرى المراقبون أن الإمارات تحقق بهذه العمليات هدفين رئيسيين، الأول هو توفير مصادر تمويل جديدة لطارق عفاش وقواته، والثاني هو إغراق اليمن والمملكة العربية السعودية بالمخدرات والخمور، مما يسهم في تدمير أجيال الحاضر والمستقبل.
ميناء المخا في تاريخ عائلة عفاش
يُعتبر ميناء المخا الواقع غربي تعز، من أهم موانئ العالم طيلة 13 قرناً، قبل أن تتأثر مكانته بسبب الهجمات التي شنَّها الإنجليز والإيطاليون خلال الحرب العالمية الأولى في حروبهم مع الأتراك العثمانيين.
وخفت ضوء المخا زمناً طويلاً قبل أن يُعيد له الرئيس إبراهيم الحمدي وهجه، لكنه الوهج الذي لم يطل أمده، حيث اغتيل الرئيس الحمدي في 11 أكتوبر 1978، ثم توالت أدوار رئاسية في اليمن كان المخا فيها مُهمَلاً كميناء رئيسي وتاريخي لتصدير البن والسلع الغذائية، بل وأصبح وكراً لتهريب الممنوعات من جميع دول العالم، مثل الخمور والمخدرات والأسلحة، وغيرها.
وتشير المعلومات الى الرئيس الراحل “علي عفاش” كان يستغل موقعه كحاكم عسكري لتعز قبل توليه السلطة، ويتبنى حملات التهريب عبر ميناء المخا، والشريط الساحلي وانتقاله إلى العاصمة والمحافظات اليمنية.
ومؤخرًا دخلت في هذا الميدان دول وجماعات سياسية سوق التهريب، حسب باحثين ومحللين سياسيين، ومن بينهم دولة الامارات وأنصار “طارق عفاش” والشبكات المرتبطة به، ويُعدُّ السلاح والمخدرات والبشر والمبيدات والألعاب النارية والأدوية أهم ما يتم تهريبه عبر المخا.
وكشفت خلافات حدثت مطلع العام 2021م بين طارق صالح وأحد كبار المهربين الشيخ “زيد الخرج” عن صراع عميق يخوضه طارق مع وكلائه لبسط سيطرته التامة على عمليات التهريب، الذين كانوا يصرون على تقاسم عائدات التهريب في حصص متكافئة مع طارق، وهو ما رفضه الأخير وأدى بالتالي إلى صراع كبير حينها، تدخلت خلاله قبائل الصبيحة للدفاع عن “زيد الخرج” الذي ينتمي اليها، قبل أن ينتهي الأمر بتسوية غامضة.
ويؤكد خبراء الاقتصاد ومختصون بمكافحة الفساد بان عائدات تجارة تهريب الخمور والحشيش التي يتشارك فيها الخرج مع طارق عفاش تصل الى ملايين الدولارات وهو ما يفسر حرص طارق على احكام السيطرة على المخا وقمع كل من يحاول الخروج عن نطاق سيطرته من قبائل المخا وأبناء تهامة.